تسأل قارئة: هل هناك وسائل طبيعية يقرها أطباء متخصصون، يمكن من خلالها التحكم فى مستوى الجلوكوز بالدم، حيث إننى مريضة بالبول السكرى؟
تجيب على السؤال الدكتورة نيفين حلمى أحمد أبو السعود بقسم بحوث وتطبيقات الطب التكميلى بالمركز القومى للبحوث قائلة:
"يعتبر مرض البول السكرى من الأمراض المزمنة والشائعة فى مختلف أرجاء العالم، وهو يصيب مختلف فئات العمر من الأطفال وحتى المسنين، وبالرغم من أن هذا المرض يمكن السيطرة عليه والتحكم فى مضاعفاته، إلا أن معظم المرضى لا يعرفون الطرق الصحيحة التى يمكن من خلالها التحكم والسيطرة عليه".
وتضيف: "وترجع أسباب حدوث مرض البول السكرى إما إلى نقص فى إفراز هرمون الأنسولين من البنكرياس الذى يتحكم فى وصول الجلوكوز إلى الخلايا، وهذا ما يعرف بالنوع الأول من المرض، وغالبا ما يصيب الأطفال والمراهقين دون العشرين، ويتم علاجه بحقن الأنسولين، أما النوع الثانى فيرجع إلى نقص تأثير هرمون الأنسولين على الخلايا، أو ما يسمى بمقاومة الأنسولين، وهذا النوع يصيب البالغين بعد الأربعين، وهو النوع الشائع ويمثل حوالى 85 إلى 90% من حالات مرض البول السكرى، ويرتبط بوجود السمنة والعوامل الوراثية، كما أنه أقل خطرا من النوع الأول، ويتم علاجه فى بداية مراحله عن طريق الأقراص الدوائية، وفى المراحل المتقدمة يتم العلاج عن طريق حقن الأنسولين"، وتشير الدكتورة نيفين إلى أن الأقراص إما أن تقوم بتقليل مستوى السكر فى الدم بطريقة مباشرة أو تزيد من حساسية الخلايا للأنسولين، أو تقلل من امتصاص المواد الكربوهيدراتية و النشويات.
وتشير إلى أنه إذا لم يستطع المريض ضبط نسبة السكر بالدم إلى المستوى الطبيعى فمن المؤكد أنه سيتعرض إلى مضاعفات تنعكس على مختلف أجزاء الجسم، أهمها تلك التى تصيب العين والكلى والقلب والأعصاب والقدم، وللحفاظ على مستوى ثابت للسكر فى الدم وبالمعدل الطبيعى لمرضى البول السكرى بنوعيه، يرجى التعاون بين الطب التكميلى بوسائله الطبيعية والطب الحديث، الممثل فى أدوية السكر وحقن الأنسولين، وذلك لضبط نسبة السكر فى الدم، وفى كثير من الأحيان يتم تقليل جرعة الأدوية وحقن الأنسولين مما يقلل من أضرارها.
ومن أهم مجالات الطب التكميلى فى علاج مرض البول السكرى العلاج بالأوزون، العلاج بالغذاء، العلاج بالأعشاب، ويعتبر العلاج بالأوزون من الطرق الفعالة فى تقليل نسبة السكر فى الدم، كما أنه يستخدم بنجاح بالغ فى علاج مضاعفات السكر، مثل القدم السكرى، ويؤدى استخدامه إلى تجنب كثير من حالات بتر القدم أو الأصابع.
أما علاج المرض عن طريق الغذاء فتشير إلى أن هناك أطعمة مفيدة للغاية لهؤلاء المرضى مثل البصل، الثوم، الأطعمة الغنية بالألياف، البقول، بذور الحلبة، الأسماك، الأغذية التى تحتوى على الكروميوم مثل البروكلى، الحبوب الكاملة مثل الأرز البنى، كما أن عيدان القرفة بها مواد تعادل 3 مرات تأثير الأنسولين، ومن الخضروات و الفواكه المفيدة والتى تحتوى على مواد لها تأثير هرمون الأنسولين: الخيار، الفول الأخضر، الشوفان، فول الصويا و منتجاته، ثمرة الأفوكادو، التوت.
وتشير أيضا إلى ضرورة تجنب مرضى البول السكرى لبعض الأطعمة، وأهمها التى تحتوى على الدهون، خاصة الدهون الحيوانية مثل اللحوم الحمراء، البيض، الدقيق الأبيض، الأرز الأبيض، السكر، وعلى مريض البول السكرى أن يتجنب تماما تناول السكر أو إضافته إلى الطعام أو المشروبات، ويستبدله ببدائل السكر وأيضا يتجنب الحلويات، ومن المهم أيضا تقليل الوزن فى حالة وجود زيادة فيه أو سمنة، وخاصة لمرضى النوع الثانى.
الكاتب: عفاف السيد
المصدر: موقع اليوم السابع